شيء من الفقه (٢٠)

<
120
0

ترتيب العلماء في مصنفاتهم الفقهية

العلماء -رحمهم الله تعالى- يبدئون تصانيفهم بالعبادات ثم بالمعاملات ثم الأنكحة ثم بما يتعلق بالدماء ثم القضاء. فبدأوا بالعبادات لأنها هي التي خلق الإنسان من أجلها. ثم بدأوا بالمعاملات بالبيوع وما يتعلق بها ثم ذكروا النكاح وما يتعلق به لأن الأصل بدأ البطن قبل النكاح. الناس يحتاجون للطعام والشراب ومن أكبر الطرق للحصول على ذلك البيع والشراء. ولهذا بدأ المعاملات بالبيوع وما يتعلق بها. فالإنسان إذا شبع يطلب النكاح وبهذا جاءوا بالنكاح بعد ذلك. ثم إذا تمت النعمة بشبع البطن وكسوة البدن وتحسين القلب لأنه قد يحصل للإنسان بالأشر والبطر ما يحتاج معه إلى نوع ردع، لذلك ذكروا بعد ذلك عند القصاص والحدود والقضاء، وجعلوا باب الإقرار آخر شيء مع أن باب الإقرار له مكان في البيوع كإقرار الإنسان بأنه باع أو أنه اشترى أو أنه استأجر تفاؤلا أن يكون آخر كلام الإنسان من الدنيا الإقرار بالشهادتين أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وجعل بعض العلماء آخر الأبواب العتق، باب العتق تفاؤلا لأن يعتق من النار ولكل وجهة. فهذا هو ترتيب العلماء -رحمه الله تعالى- فيما ألفوه من الكتب. وبعضهم قد ينزل شيئا من الأشياء في موضع لا يدخلها الآخرون يعني هم يتفقون في المذاهب من حيث الجملة على التقسيم الثنائي إلى عبادات ومعاملات وإن كان يدخلون في بعض العبادات ما لا يدخله البعض أو في المعاملات ما لا يدخله البعض، ولكن رأى بعض المتأخرين في الفقه أن يرتب الفقه على الحروف الهجائية لأنه لا يغلط فيها أحد. لكن الأبواب الفقهية قد يكون ترتيب فقهاء الحنابلة فيها غير ترتيب فقهاء الشافعية أو الحنفية. لكن الناس يتفقون على ترتيب الحروف الهجائية وهذي وجهة طيبة، خصوصا سلكها من ألف في الموسوعات الفقهية فبدأوا بالألف ثم الباء.

🖊 أ. د. عبد السلام بن سالم السحيمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0:00
0:00